برلمانيون لأجل القدس وفلسطين تؤكد أن دخول حرب الإبادة في غزة عامها الثالث يكشف فشل المنظومة الدولية ويستدعي تحركًا عاجلًا

بيان صحفي

رابطة برلمانيون لأجل القدس وفلسطين تؤكد أن دخول حرب الإبادة في غزة عامها الثالث يكشف فشل المنظومة الدولية ويستدعي تحركًا عاجلًا

مع دخول حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على قطاع غزة عامها الثالث، تؤكد رابطة برلمانيون لأجل القدس وفلسطين أن ما جرى خلال هذه الفترة الدامية من قتل وتجويع وتهجير وتدمير شامل، لم يكن مجرد حرب عابرة، بل جريمة إبادة مكتملة الأركان ارتُكبت أمام أعين العالم، في ظل صمت دولي مريب وتواطؤ مكشوف من القوى الكبرى.

وبلغ عدد الشهداء منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 نحو 67173 فلسطينيًا، من بينهم أكثر 20179 طفلاً، بينما لا يزال هناك آلاف المفقودين والجثامين تحت الركام أو مجهولي المصير، وبحسب الأرقام التي أعلنها المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

كما بلغ عدد الشهداء من الطواقم الطبية 1701 شهيداً، و362 معتقلاً في ظروف اعتقال وتغييب قسري وحرمانهم من حقوقهم الانسانية، فيما خرجت عن الخدمة 25 مستشفى من أصل 38 مستشفى فيما لاتزال 13 مستشفى تعمل بشكل جزئي وفي ظروف صعبة بالإضافة لتدمير 103 مركزاً صحياً.

 وتفاقمت مستويات المجاعة في قطاع غزة الى حدود خطيرة وفق التصنيفات الأممية حيث تم تسجيل 460 حالة وفاة جراء المجاعة وسوء التغذية منهم 154 طفلاً، فيما لا يزال 51196 منهم دون سن الخامسة يعانون سوء التغذية الحاد.

إن هذه الأرقام المرعبة تقدّم صورة حية عن حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها السكان في غزة، وتكشف أن حرب الإبادة لم تكشف فقط حجم المعاناة، بل عرّت فشل المنظومة الدولية ومؤسساتها، التي باتت تستدعى وقت الحاجة لخدمة مصالح القوى الغربية الكبرى، وتشرعن الاحتلال، وتصبح ألعوبة بيدها، وعلى رأسها الولايات المتحدة وإسرائيل.

ورغم أن القوانين الدولية والأمم المتحدة أقرت بحق الشعوب في تقرير مصيرها والدفاع عن نفسها، فإن الشعب الفلسطيني تُرك وحيدًا في مواجهة آلة الحرب.

إن استمرار هذه الحرب المروّعة لعام ثالث هو وصمة عار على جبين المجتمع الدولي، ويجب أن يكون دافعًا لتغيير حقيقي في النظام الدولي، وفي مقدمته دعم الشعب الفلسطيني وحقه غير القابل للتصرف في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

إن ما نشهده اليوم، من تغير في الرأي العالم الدولي، وصحوة الضمير العالمي المتنامية، والمواقف الشجاعة لعدد من الدول الحرة والبرلمانات مؤشر إيجابي، لكنه يظل غير كافٍ ما لم يُقترن بخطوات عملية لوقف العدوان ومحاسبة الاحتلال حتى تتوقف جرائمه وتستعيد المنظومة الدولية شيئًا من صدقيتها.

تؤكد الرابطة، أن رد الفعل الفلسطيني هو نتيجة استمرار اعتداء الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى وقضم الأراضي الفلسطينية واستفزاز مشاعر الفلسطينين وزيادة وتيرة تهويد مدينة القدس المحتلة والاستمرار في فرض الحصار المشدد على قطاع غزة منذ عام 2006، الذي تسبب بمآسي كارثية على القطاع، وهي أسباب ما زالت قائمة حتى اليوم وتتضاعف.

وعليه، تدعو الرابطة:

• البرلمانات الحرة في العالم إلى تكثيف الضغط على الحكومات لوقف الحرب فورًا ورفع الحصار عن غزة.

• المؤسسات الدولية إلى إعلان ما يجري في غزة إبادة جماعية، واتخاذ إجراءات ملزمة لمحاسبة الاحتلال.

• المجتمع الدولي إلى إدراك أن ترك الأمور على حالها سيجعل ما شهدناه خلال العام الماضي عينة صغيرة مما هو آت، وأن التدخل الفوري لإنصاف الشعب الفلسطيني هو الامتحان الحقيقي لمصداقية المنظومة الدولية برمّتها.
  

اليوم، نجد أنفسنا أمام امتحان تاريخي: إما أن نترك الأمور تتفاقم، فتكون ما شاهدناه عينة مما هو آت، أو نتحرك بشكل عاجل لإنصاف الشعب الفلسطيني، لوقف هذه المحرقة وإعادة الكرامة.

رابطة برلمانيون لأجل القدس وفلسطين

الثلاثاء

7 أكتوبر 2025