قال نائب الأمين العام لجمعية المنبر الوطني الإسلامي الشيخ «ناصر الفضالة»، وعضو الهيئة التنفيذية لـ«رابطة برلمانيون من أجل القدس» إنه يقع على البرلمانيين مسؤولية كبيرة لمواجهة محاولات التطبيع «الخيانية» من بعض الدول العربية التي تتسارع في الارتماء في هذا المشروع الخياني الذي يريد أن يميع قضايا الأمة، ويغطي على الجرائم الصهيونية البشعة التي ترتكب كل يوم في حق المواطن الفلسطيني .
وأوضح «الفضالة» في حوار خاص مع «الخليج الجديد»، أنه يجب أن يتم ذلك من خلال وضع قوانين وتشريعات في دولهم لتجريم كافة أنواع التطبيع مع العدو الصهيوني، قائلا: «هذا يضعني أمام المشروع الذي تقدمنا به في البحرين عام 2006 -عندما كنت نائبا-، بقانون مكافحة كافة أنواع التطبيع بالبلاد، وكان مشروع قانون كامل يمنع التطبيع ويدعو لمقاطعة العدو الصهيوني على كافة الأصعدة، حصل على تزكية كافة النواب في المجلس، ولكن الجهات المسؤولة، والسلطة التشريعية الأخرى (مجلس الشورى المعين من قبل الدولة) وضعوا بعض العراقيل وركنوا القانون» .
«كونغرس الفيفا الرياضي»
وأضاف: «اليوم المجلس الحالي بالبحرين من خلال لجنة (مناصرة فلسطين) البرلمانية يعيدون تقديم هذا القانون، وهناك إصرار على تطبيقه في هذا الوقت، حيث أن التطبيع بدأ يأخذ أشكالا متعددة، فهناك التطبيع الرياضي، وهناك عزم عند بعض المسؤولين أن يعقد مؤتمر اسمه (كونغرس الفيفا الرياضي في البحرين)، سيدعى له بعض اليهود، وهناك تصعيد شعبي وجماهيري يعلن استياءه ورفضه لهذه الخطوة، والنواب أيضا رفعوا احتجاجهم تجاه هذا المؤتمر، وبدأنا ندعو لضرورة سن تشريع لتجريم هذه الخطوة والتواصل مع الجهات المسؤولة، وتنبيههم أنهم بهذه العملية يخرقون عهدهم مع الشعب البحريني الذي له صفحات مضيئة في دعم القضية الفلسطينية، ويخرقون الدستور الذي يؤكد على دعم القضايا العربية والإسلامية وعلى رأسها قضية فلسطين» .
«أردوغان» يشارك في دورة «رابطة برلمانيون من أجل القدس»
وعن دور «رابطة برلمانيون من أجل القدس»، أكد «الفضالة» أن البرلمانيين العرب تعاهدوا فيها على أن يتصدوا لكافة أشكال التطبيع وأن يجعلوا قضية فلسطين في الواجهة والصدارة من جديد بعد أن حاولت القوى العظمى في العالم إشغال الدول العربية بقضاياها الداخلية مثل العراق وسوريا واليمن ولبنان ومصر.
وأوضح أن المؤتمر يأتي في دورته هذا العام والمزمع عقدها في إسطنبول التركية في 29 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، ويلقى دعما كاملا من الرئاسة التركية.
وأكد «الفضالة» أن المؤتمر سيشهد حضور الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، ورئيس الوزراء التركي «بن علي يلدريم»، وحوالي 16 رئيس مجلس نواب عربي، وعدد كبير من نواب عرب وغربيين أيضا.
وكشف عضو الهيئة التنفيذية للرابطة عن أهم محاور المؤتمر للرابطة هذا العام، وهو «محور مقاومة التطبيع الصهيوني»، والذي بدأت بعض الدول العربية تتسارع في الارتماء في أحضانه بأشكال عدة، ويريد أن يغطي على الجرائم الصهيونية البشعة التي ترتكب في كل يوم سواء في حق المواطن الفلسطيني، أو في حق المقدسات الإسلامية في قبلتنا الأولى بالقدس، حيث لا يخفى على الجميع مشروع التقسيم الزماني والمكاني والذي استطاع شباب المقاومة في القدس في انتفاضة السكاكين وقفه حتى الآن.
وأوضح أن هذا الأمر يحتاج إلى زخم إعلامي وسياسي واجتماعي وشعبي في كافة الدول العربية حتى يتم إفشال هذه المشاريع التطبيعية التهويدية في القدس .
استثمار قرار «اليونسكو» بشأن القدس
وعن كيفية الاستجابة من قرار «اليونسكو» الأخير بحق القدس وأنها «تراث إسلامي خالص»، اعتبر «الفضالة» هذا القرار مجرد تحصيل حاصل، لكنه لفت إلى أن على الدول العربية والإسلامية استغلال مثل هذه القرارات والمواثيق الدولية، برفع لواء هذه التصريحات، وتحريك الرأي العام العالمي وخاصة الغربي غير الإسلامي، بأن هناك قانونا أمميا ينتهك بكل فجاجة ولا مبالاة، قائلا: «لابد من وقفة للشعوب لتحفظ لمثل هذه الهيئة هيبتها، لو كانوا بالفعل جادين بأن تكون هيئة أمم متحدة» .
وأضاف: «هذه القرارات الدولية يجب أن تستثمر أيضا لتذكير الحكام والزعماء والشعوب، وأن هناك دعما دوليا وهناك بعض القرارات التي يجب أن يتم استثمارها لنصرة القدس، سواء من خلال وسائل الإعلام أو من خلال سن التشريعات والقوانين التي تجرم كل اختراق القوانين الدولية» .
لا فرق بين «ترامب» و«كلينتون»
وفيما يتعلق بفوز «دونالد ترامب» بالرئاسة الأمريكية وهو الذي تعهد بنقل السفارة بلاده في تل أبيب إلى القدس، أثناء حملته الانتخابية، أكد «الفضالة» أنه لا فرق بين «ترامب» و«كلينتون»، قائلا: «الإدارة الأمريكية لا تسير الأمور بشخصية الرئيس، ورأينا كيف رفضت بعض قرارات الرئيس أوباما مثلما تقدم بمشروع لرفض قانون (جاستا) الذي استهدف السعودية، وتم رفضه من قبل الكونغرس، فالسياسة الأمريكية تدار عبر فريق إداري ومؤسسة إدارية وليس عبر شخص كما يحدث في دولنا العربية والإسلامية، فالمراهنة على هذا التغيير في السياسة الأمريكية ليست جدية في الواقع، وإن كان سيفعل أشياء أعتقد ستكون أشياء كارثية، تؤدي للانكفاء إلى الداخل، لأنه خاطب العقلية الأمريكية، عقلية (الكاوبوي) الذي يريد أن يهتم بنفسه ولا يبالي بالآخرين، والذي لا يهتم كثيرا بتطبيق القوانين الدولية، أو احترام الصداقات مع الدول الأخرى، ربما تتفاقم أكثر على ما هي عليه الآن» .
ونوه «الفضالة» لضرورة ملاحظة تغير نبرة تصريحات «ترامب» عقب إعلان فوزه، مضيفا: «تغيرت لهجته 180 درجة، عن تلك التي كان يطلقها أيام حملته الانتخابية، فقد كانت لمعرفته بالعقلية الأمريكية في الداخل، فكان يدغدغها ببعض التصريحات والشعارات العاطفية، الآن جد الجد، فيبدأ أن يتماهى مع سياسة الإدارة الأمريكية، حسب الحزب الذي ينتمي له، والذي عارض بالمناسبة تصريحاته أيام الانتخابات واعتبروها (نزق انتخابي)».
وقال: «لا أعتقد أنه يستطيع أن يمرر كل ما يقوله، وإن لم يمرروه ليس حبا في الوطن العربي، وإنما لديهم سياسة ومنهجية معينة تضمن له استمرارية تنفيذ سياستهم في دول العالم التي أيضا ليست في صالح العالم الإسلامي ولا حقوقه» .
Copyright ©2024