بمشاركة برلمانات عربية.. التشريعي ينظم وقفة رفضاً لإعلان ترمب

بمشاركة برلمانات عربية.. التشريعي ينظم وقفة رفضاً لإعلان ترمب

نظم المجلس التشريعي الفلسطيني، اليوم الأربعاء (3-1) بمقره بغزة وقفة تضامنية مع مدينة القدس ورفضًا لإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، بمشاركة نواب من مختلف الكتل البرلمانية والمستقلين بالإضافة لمشاركة برلمانية عربية.
وكان نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني أبرز المشاركين، فيما شارك بالوقفة في كلمة مسجلة المدير التنفيذي العام لرابطة برلمانيون لأجل القدس النائب الجزائري البشير جار الله، وأكد المتحدثون على مكانة مدينة القدس وأهميتها في العقيدة الإسلامية.
ودعا المتحدثون لأوسع حملة عربية وإسلامية برلمانية ورسمية وشعبية من أجل إنقاذ القدس وإبطال إعلان “ترمب” الأخير.
لا تفريط
وفي كلمة له، قال النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي أحمد بحر، إنّ ترمب والكيان الصهيوني اعتقدوا أنّ استهدافهم للقدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية بات سهلاً ميسوراً، “إلا أن إرادة شعبنا وأمتنا تثبت لهم يوماً بعد يوم أن للقدس رجالاً ونساءً يحمونها ويفدونها بأرواحهم ودمائهم”.
وأشار على أن المجلس التشريعي، يقف بكافة الكتل والقوائم البرلمانية والمستقلين صفاً واحداً في مواجهة قرار ترمب، مضيفاً:” نقول بصوت واحد القدس رمز وحدة شعبنا وأمتنا، القدس هي القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية، من فرض في القدس فرض في مكة والمدينة”.
وأكد أن المؤامرة على القدس والأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية لا زالت مستمرة ففي كل يوم يصدر عن الكيان الصهيوني قوانين وقرارات وإجراءات جديدة لاستكمال حلقات البغي والتآمر على قضيتنا.
وندد بقرار الكنيست الصهيوني الذي صادق أول أمس على قانون القدس عاصمة موحدة للكيان الصهيوني، مستنكرًا اقدام سلطات الاحتلال على اختطاف النائب ناصر عبد الجواد وتمديد الاعتقال الإداري للنائب خالدة جرار لمدة سنة أخرى، ومحمّلاً الكيان المسؤولية الكاملة عن حياة نواب الشعب الفلسطيني والذي بلغ عددهم أحد عشرة نائباً في سجون الاحتلال.
وعدّ بحر أن الخطوة الأولى على طريق المواجهة الجادة والتصدي القوي لقرار ترمب تكمن في استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية وتمتين الصف الداخلي والمضي قدماً في طريق المصالحة الحقيقية لبناء استراتيجية وطنية على طريق النصر والتحرير.
وطالب السلطة في رام الله وحركة فتح بسحب الاعتراف بـ”إسرائيل” ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال فوراً ورفع الإجراءات الإجرامية عن قطاع غزة، كما طالبهما بفتح أبواب المجلس التشريعي في رام الله لكافة الكتل والقوائم البرلمانية، وخاصة لرئيس المجلس التشريعي المنتخب عزيز دويك للممارسة مهامهم البرلمانية.
ودعا البرلمانات العربية والإسلامية والدولية لإطلاق أوسع حملة في المحافل الإقليمية والدولية لعزل الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني سياسياً وقانونياً، مؤكدًا أن المؤامرة الأمريكية والصهيونية ستسقط، ودعا شعبنا وكل فصائله ومؤسساته للاستمرار في انتفاضة القدس.
الوحدة السلاح الأقوى
بدوره، دعا رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، الأمة العربية والإسلامية لوقفة رجل واحد من أجل فلسطين، مشدداً على أن الوحدة هي السلاح الأقوى في وجه الاحتلال، داعيًا لإنجاز التفاهمات الفلسطينية دون شروط مسبقة من أحد.
ودعا بري لاتخاذ الخطوات لترجمة القرارات والتوصيات التي تضمنها البيان الختامي للدورة الاستثنائية للاتحاد البرلماني العربي التي انعقدت في الرابع عشر من كانون الأول، والتأكيد على أن القدس عاصمة لدولة فلسطين وعلى حق الشعب الفلسطيني بالمقاومة والنضال لتحقيق أمانيه التي أكدت عليها القرارات الدولية والعمل لاستصدار قرارات برلمانية رافضة للقرار الأمريكي من كافة الاتحادات البرلمانية.
وطالب بإغلاق السفارات العربية في واشنطن ومقاطعة أمريكا، بالإضافة لإطلاق حملة هادفة لجمع الأموال لبناء مقر للبرلمان الفلسطيني في القدس، داعيًا لمواصلة الضغوط لوقف الاستيطان الاسرائيلي واحترام قرار مجلس الأمن رقم 2334 وتفكيك المستوطنات والغاء كافة القرارات الاستيطانية الصادرة عن الحكومات الاسرائيلية خصوصا القرارات الاخيرة التي صدرت بعد توقيع الرئيس الأمريكي لقراره.
كما حذر من محاولا اسقاط القدس، معتبرًا ذلك هي البداية لسقوط كل العواصم العربية بالضربة القاضية.
امتداد لبلفور
أما النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي حسن خريشة، فقد أكد على رفض قرار ترمب واعتباره عدوانا على شعبنا وحقوقه وثوابته واعتباره امتدادا لوعد بلفور قبل مئة عام، منوهًا أن القرار جاء ليؤكد للشعوب العربية أن القدس وفلسطين اعادت توحيد الجميع، مؤكدًا أن العدو هو الاحتلال وأن أمريكيا هي عدوة الشعوب.
وأكد على أن القدس كانت وما زالت ملهمة للثورات والانتفاضات في فلسطين بدءًا من ثورة البراق الى انتفاضة الحجارة والقدس والبوابات الى انتفاضة العاصمة، محذرًا من خسران وسقوط بعض العواصم العربية بفعل هذا القرار.
وثمن خريشة التوجهات الفلسطينية القاضية باعتبار أمريكيا ليست وسيطا نزيهًا لرعاية عملية السلام، داعيًا للتخلص من اتفاقيات السلام الموقعة مع الاحتلال، والمضي نحو انهاء الانقسام واستعادة وحدة شعبنا وأدواته بعيدا عن كل الاجندات الغريبة والتعاطي بشكل جدي ونوايا طيبة بهدف الاتفاق على برنامج وطني موحد يعيد الاعتبار للثوابت الوطنية.
كما دعا لسحب الاعتراف بدولة الاحتلال ووقف التنسيق الأمني حتى يستعيد المنتفضين ثقتهم بأنفسهم وقيادتهم ويجب الالتزام بقرار المجلس المركزي، والتوقف عن التسويق للمبادرة العربية التي ولدت ميتة بالأساس، داعيًا لتفعيل المؤسسات الفلسطينية وعلى راسها المجلس التشريعي وبقية المؤسسات.
ولفت لضرورة اجراء انتخابات تشريعية ورئاسية لتجديد الشرعيات الفلسطينية وللخروج من مأزق الانقسام، وشكر الشعوب العربية على موقفها الرافض لقرار أمريكا.
اعتماد برنامج المقاومة
بدوره؛ طالب النائب الدكتور محمود الزهار رئيس كتلة التغيير والإصلاح البرلمانية السلطة الفلسطينية بإلغاء اتفاق اوسلو إلغاء تام ووقف التنسيق الأمني على إثر قرار “ترمب” باعتبار القدس عاصمة لـ”إسرائيل” ونقل سفارة الولايات المتحدة لها، مبينًا أن الاحتلال ابتلع خلال سنوات المفاوضات مع السلطة كل شيء ولم تبق إلا القدس وجاءت القرارات الأخيرة لتقضي عليها.
ودعا شعبنا الفلسطيني وقواه إلى اعتماد برنامج المقاومة في الأرض المحتلة عام 1948م، داعيًا دول المنطقة العربية التي يسارع بعضها لإقامة علاقات مع الكيان الإسرائيلي وكسب الموقف الأمريكي، أن يحصنوا أنفسهم وشعوبهم من هذا الوباء ووقف العلاقات مع الاحتلال المجرم.
مخالفة الأعراف الدولية
من ناحيته؛ استنكر المدير التنفيذي العام لرابطة برلمانيون لأجل القدس النائب الجزائري البشير جار الله في كلمته، القرار الظالم الجائر الذي أصدره “ترمب” بحق المدينة المقدسة، وقال:” إن هذا القرار مخالف لكل الأعراف والقوانين الدولية، وجاء بوقت يتوجه فيه العالم الى تفعيل الحريات والديمقراطية والسلم والاستقرار في العالم، فجاء القرار ليحطم كل هذه القيم والمعاني”.
وعبر النائب الجزائري، عن شكره لكل البرلمانات التي وقفت ضد هذا القرار، مؤكدًا على ضرورة مواصلة هذه الجهود حتى احقاق الحق وعودة الأرض لأهلها وأصحابها الأصليين، وتابع:” نحن دعونا كل البرلمانات لتفعيل أنشطة مستمرة حتى يفهم الكيان أن فلسطين ليست وحدها وكل العرب يقفون معها ويساندون حقها في التحرير”.
مفاوضات عبثية
من جهته؛ طالب النائب يحيى شامية متحدثاً عن كتلة فتح البرلمانية، السلطة ومحمود عباس بوقف المفاوضات العبثية وتوحيد المؤسسات الفلسطينية وتفعيل المجلس التشريعي الفلسطيني، لنكون قادرين على الدفاع عن حقوقنا موحدين ونحن أكثر قوة.
وقال:” القدس تجمعنا ونعلم علم اليقين أن المفرطين في القدس غلبوا كثيرا من الملتزمين، القدس تجمعنا لأنها رسالة السماء يوم أن أسري برسولنا محمد عليه الصلاة والسلام الى هذه البقعة المباركة، يوم أن كرم ربنا نبينا بإمامته بالأنبياء جميعا في القدس”.
ولفت النائب شامية إلى أن بابا الفاتيكان أنكر على “ترمب” هذا القرار وكل المسيحيون في العالم أنكروا هذا القرار العبثي”، وشكر الأردن على مواقفها الداعمة للقدس واستمرار رعايتها الهاشمية للمدينة المقدسة”.
واستنكر النائب شامية استمرار المفاوضات العبثية، وقال “أصبحت الضفة الغربية يسكنها أكثر من 700 الف مستوطن، فلسطين أصبحت اليوم للمستوطنين”
سياسة متغطرسة
وخلال كلمة النائب جميل المجدلاوي عن قائمة أبو علي مصطفى، وصف قرار “ترمب” بالسياسة المتغطرسة الحمقاء الذي يمثلها الرئيس الأمريكي الأحمق.
ولفت إلى أن ما أقدم عليه رئيس أمريكا يعتبر استحقاق بلاده تجاه الاحتلال، مؤكداً أن الاحتلال جاء مشروعا استعماريا، وتابع “لهذا ينبغي أن نعيد الأمور لحقيقتها باعتبار أن إسرائيل كيان استعماري امتداد للإمبريالية العالمية ليشكل الحارس الذي يحرس دول تلك العالم ولاستنزاف شعوبنا وطاقاتنا”.
وأشار إلى ضرورة أن يكون الاشتباك مع الصهيونية والقوى الامبريالية اشتباك مفتوح ولن يتوقف هذا الاشتباك الا بانتصار قضيتنا وحقوقنا، وتابع “لا يجوز أن يبقى العلم الإسرائيلي يرفرف في سماء أي عاصمة عربيةـ، وإن اجتهد البعض بأنه يمكن عقد اتفاق سلام ويمكن لأمريكا أن تكون وسيط فجاءت حقائق الحياة تؤكد أن كل هذه محاولات يائسة ولن يخرج منها شيء”.
وتابع “إذا ظن بعض العرب كما أخطأ بعض الفلسطينيين وأبرموا اتفاق سلام وسمحوا للاحتلال ان يرفرف علمه، آن الأوان أن تنتهي هذه المهزلة”.
ومضى يقول “إذا اعتقد الفلسطينيين أن أوراق الحل في يد أمريكا كوسيط فقد أظهرت الحقائق أن هذا وهم، وآن لهؤلاء أن يعودوا لصوابهم، ونتحرر من اتفاقيات أوسلو وما ترتبه من التزامات على شعبنا وما تعطيه من ذرائع للتطبيع مع العدو”.
وشدد النائب المجدلاوي على ضرورة تفعيل مؤسساتنا التي يمكن أن تشكل مرجعية لهذا الشعب وقائدة لكفاحه الوطني، وقال “شعبنا يقود كل سنوات النضال، ويقدم شلالات الدماء في موجات انتفاضة تتكرر في كل مرحلة بكل وسائل كفاحها، هذا الشعب من حقه علينا أن يجد السند بإنهاء العلاقات مع العدو”.

اخترنا لكم

الجامعة العربية تطالب الأمم المتحدة بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني

الجامعة العربية تطالب الأمم المتحدة بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني

طالبت جامعة الدول العربية، أمس الإثنين، الأمم المتحدة وخاصة مجلس الأمن بالعمل على توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني. جاء ذلك في بيان للجامعة العربية بمناسبة الذكرى الـ69 لنكبة الشعب الفلسطيني، داعيا دول العالم للعمل... اقرأ المزيد