.ألقى النائب البشير جار الله، المدير العام التنفيذي لرابطة برلمانيون لأجل القدس، كلمته عن وعد بلفور المشؤوم، وذلك خلال مؤتمر (وعد بلفور مئوية مشروع استعماري اي مستقبل للمشروع الصهيوني ) الذي تقام فعالياته اليوم الجمعة 17/11/2017 في بيروت – لبنان

وجاء نص كلمته كالتالي :

بسم اللّه الرحمن الرحيم

معالي الوزراء والنواب الأفاضل

سماحة العلماء والمشائخ ورجالات الدين المحترمين

حضارات القادة والقامات وأهل الإعلام الأماجد

أيها الحاضرون جميعا مع حفظ الأسماء والألقاب تحية طيبة مباركة ملؤها الود والأمل في غد مشرق تعود فيه للأمة سيادتها وتكسر فيه أغلال الارتهان والتبعية. وبداية اتقدم بجزيل الشكر للذين سهروا على تنظيم هذا المؤتمر متمنيا أن تتكلل أشغاله بالنجاح ويكون إضافة نوعية في نصرة الحق الفلسطيني.

     ها هي مئة سنة تمر على مقاومة أهلنا في فلسطين وعد العار وعد بلفور الذي سيبقى وصمة عار على جبين بريطانيا ومن ساندها في وأد القيم الإنسانية النبيلة التي تدعو إلى صيانة الحريات ومواجهة كل أشكال الظلم والاعتداءات. كما سيظل صفحة مؤسفة في سجل تاريخ أمتنا التي تبلدت وعجزت عن إنهاء آثار ذلك الوعد المشؤوم وتركنا أهلنا في فلسطين يواجهون عدوانا جرمته القرارات الدولية. سيبقى وعد بلفور لونا مقززا يشوه صورة المجتمع الدولي الذي اكتفى بقرارات الإدانة والشجب وهو يملك كل وسائل التصحيح والتسوية.

   أيها الجمع الكريم إن اجتماعنا اليوم رسالة مهمة وبليغة في التأكيد على مضينا في مقاومة ذلك الوعد المشؤوم والعمل على إنهاء كل آثاره ومطالبة بريطانيا ليس بالاعتذار فحسب بل بمباشرة كل الخطوات السياسية والقانونية لإنهاء ذلك الوعد وإرجاع الحق إلى أهله وتعويضهم عن تبعاته. لاسيما بعد صدور كم هائل من القرارات الدولية التي تجرم ذلك الوعد المشؤوم.

أيها الجمع المبارك من هذا المنبر وبعد قرن من المعاناة التي يكابدها أهلنا في فلسطين ندعو المجتمع الدولي للخروج من سياسة التنديد والشجب إلى اتخاذ إجراءات عملية حاسمة ترجع الحق إلى أهله وتقدم المجرمين إلى القصاص العادل لأن الاعتداء على القيم الإنسانية جريمة لا تسقط بالتقادم مهما تعاقبت السنون والقرون.

  أيها الأفاضل الأكارم إن حضورنا هذا المؤتمر على اختلاف توجهاتنا هو رسالة قوية لمن يرغبون في تكريس مبدأ التقسيم والتفتيت لتحقيق مآربهم في رهن سيادة الأمة والقضاء على خيارات المقاومة والاستقلال وعليه فنحن اليوم أكثر من ذي قبل أمام تحديات تفرض علينا تعميق الحوار وتقديم التنازلات لتقوية جبهة الدفاع عن القضايا العادلة في العالم وفي مقدمتها قضية القدس وفلسطين. ولا يفوتني بهذه المناسبة أن أرفع أسمى معاني الاعتزاز لأهلنا في فلسطين الذي ظلوا صامدين في وجه الطغيان والعدوان رغم شح الموارد وهزال المناصرين فقد قدموا الشهيد تلو الشهيد نيابة عن الامة مواجهة لكل المحاولات الرامية لتصفية القضية الفلسطينية التي تعتبر المحدد لكرامة هذه الامة والبوصلة التي توجه مسارها نحو السيادة والريادة.   وإنني إذ أعبر عن عميق اعتزازي ببطولتهم التي عمت الافاق أعرب عن سعادتي بخطوة المصالحة التي أقدموا عليها والتي تستوجب منهم مزيدا من الحرص والتفاني لتفويت الفرصة على المتربصين بالشعب الفلسطيني الذي يقف صخرة كأداء .في وجه سياسة التشويه والتحريف التي ينتهجها أعداء الأمة لتبييض جرائمهم وسكبها في ذاكرة النسيان. فألف تحية وتحية يا رموز الصمود والاباء ويا رواد الحرية والجلاء.  وفي الاخير أجدد شكري للقائمين على هذا المؤتمر والمشاركين فيه مع دعائي بأن يتكلل بالنجاح وبما يعود على الأمة بالعزة والمجد

تقبلوا جميعا خالص تحياتي وإلى لقاء مبارك ميمون.