ميكيلي بيراس
الرئيس الأوروبي لرابطة برلمانيون لأجل فلسطين
في ظل تواصل العدوان الإسرائيلي اللاإنساني في غزة، يعبر الرأي العام الأوروبي عن تضامن كبير مع الفلسطينيين وإدانة واسعة النطاق لجرائم الحرب، وهذا التصاعد في الدعم يكشف أن الرأي العام الأوروبي ما زال متمسكًا بدعمه لقضية الشعب الفلسطيني وقدرته على تشكيل وجهات نظر مستقلة، على الرغم من عقود من الدعاية القوية المؤيدة لإسرائيل.
اظهرت جهود شبكة البرلمانيين الأوروبيين والعديد من الجمعيات والمنظمات المحلية والوطنية المؤيدة للفلسطينيين بشكل كبير، أن عملية "طوفان الأقصى"، في السابع من أكتوبر "لم تأتي من العدم"، كما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بل جاءت نتيجة لعقود من الاحتلال القاسي.
في البداية، كان هناك ترددًا بسبب أحداث السابع من أكتوبر، ولكن عددًا متزايدًا من أعضاء البرلمان في إيطاليا وبريطانيا وإسبانيا وفرنسا والبرتغال والدول الاسكندنافية ووسط أوروبا يبدأون في مقاومة مواقف حكوماتهم التي كانت تأخذ موقفًا تقريبيًا وفوريًا مع إسرائيل "دون تردد".
ومع مرور الأيام، أصبح العنف اللاإنساني لردة فعل إسرائيل والتاريخ الحقيقي للاحتلال القاسي حجة مقنعة، مما يكسر جدار الصمت والدعاية التي يقودها الإعلام الأوروبي الرئيسي حاليًا، وتتجلى الاحتجاجات ضد العدوان الإسرائيلي عبر ثلاث قنوات رئيسية:
وعند النظر إلى الأحزاب السياسية، يكشف الوضع السيء في غزة عن ارتباك كبير وإعادة تشكيل للديناميات السياسية، بعد سنوات من الدعاية الصهيونية المتطرفة التي ضعفت قضية فلسطين، ولكن في مواجهة العدوان الإسرائيلي الوحشي المستمر، يتحول المشهد بسرعة حتى بين أولئك الذين كانوا قد أدانوا هجوم حماس في البداية، يعتبرون القصف التعسفي والعقاب الجماعي للسكان بأكملهم، وتعطيل الخدمات الأساسية مثل الإنترنت والكهرباء، وحظر المساعدات الإنسانية عن غزة، واستخدام الأسلحة المحظورة مثل تلك التي تحتوي على الفوسفور الأبيض غير مقبولة.
من الواضح أن هذه الإجراءات تنتهك القانون الدولي، دفعت حتى الأحزاب المؤيدة لإسرائيل وأعضاء البرلمان إلى إدراك أن دعم موقف نتنياهو لم يعد ممكنًا.
ورغم أن الطريق أمام أوروبا ينطوي على تحديات كبيرة، بما في ذلك ممارسة الضغوط السياسية من أجل التوصل إلى هدنة إنسانية، فإن تحولاً ملحوظاً يجري الآن، وهذا التحول من غير الممكن أن يعفي أوروبا من مسؤولياتها أو يخفف من المأساة التي تتكشف في غزة، لكنه يخدم كأساس يمكن عليه إعادة تنشيط الجهود من أجل فلسطين حرة مستقلة، وتحقيق العدالة والسلام في مختلف أنحاء المنطقة الأورومتوسطية.
Copyright ©2024