دعا برلمانيون من قارة أمريكا اللاتينية، مساء الخميس، إلى سن قوانين تمنع إدخال المنتجات الإسرائيلية إلى القارة، ومقاطعة الاحتلال اقتصاديًا ودبلوماسيًا وإعلاميًا، ردًا على انتهاكاته بحق الشعب الفلسطيني، ولمواجهة خطة الضم التي تنوي ابتلاع أراضٍ من الضفة الغربية وغور الأردن.

وشدد البرلمانيون، خلال ندوة نظمتها رابطة برلمانيون لأجل القدس، بمشاركة برلمانيين من 6 دول لاتينية، على أهمية إصدار قوانين من برلمانات القارة تشرع مقاطعة الاحتلال للضغط عليه.

وتحدثت النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن مدينة القدس، جهاد أبو زنيد، خلال كلمتها في الندوة، عن ضرورة رفع صوت برلمانيي العالم من أجل الضغط على حكوماتهم كي تتحرك لمحاكمة الاحتلال، داعية لإطلاق برامج توأمة مع كل نواب المجتمع الدولي، بهدف توحيد الجهود البرلمانية والقانونية لدعم القضية الفلسطينية.

وشددت أبو زنيد، على ضرورة تنفيذ عمل حقيقي وجذري من قبل البرلمانين للضغط على الاحتلال الإسرائيلي، والتوجه الى كل المؤسسات الدولية ومحكمة الجنائية الدولية، لمعاقبة الاحتلال على جرائمه.

أما النائب التشيلي سيرجيو جاهونا، فبين أن هناك مشروع قانون في البرلمان التشيلي بالفعل يعزز مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، مطالبًا بتعميم القانون على كافة البرلمانات اللاتينية.
وأضاف جاهونا، أن للبرلمانيين دورًا هامًا في إصدار قوانين المقاطعة وتطبيقها، ومواجهة الاعتداءات الإسرائيلية بخطوات عملية من خلال مشاريع قوانين واضحة، مشيرًا إلى أن خطة الضم تعزز الفصل العنصري وتجعل حدود الدولة الفلسطينية غير واضحة.

من جانبه، أكد المدير العام لرابطة برلمانيون لأجل القدس، محمد مكرم بلعاوي، على ضرورة تحويل التعاطف مع فلسطين، وقضيتها، إلى شيء ملموس، مشيرًا إلى أن دور البرلمانيين يتمثل في تبصير العالم حول الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، خاصة في ظل تعاظم المؤيدين للقضية الفلسطينية.

وأضاف بلعاوي: “من واجبنا أن نحشد البرلمانيين في كل مكان، وأنا متأكد، أن جميع النواب لديه من القوة الأخلاقية والقانونية ما يستطيع ليضغط على الحكومات، من أجل ردع إسرائيل عن عدوانها على الشعب الفلسطيني، خاصة بقوانين المقاطعة، وأي علاقة مع الاحتلال، هي مكافأة له، وأي حياد بين الظالم والمظلوم، هو وقوف مع الظالم في وجه المظلوم”.

ودعا بلعاوي البرلمانيين لوضع جملة من القوانين في أمريكا اللاتينية لنصرة الشعب الفلسطيني وعلى رأسها حماية الأراضي الفلسطينية من خطة الضم، ومقاومة الاستيطان، وحماية اللاجئين الفلسطينيين، مشيرًا إلى الضغوطات التي تتعرض لها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، وحملات تستهدف اللاجئين، مطالبًا التصدي لعملية تهويد مدينة القدس المحتلة، ورفع الحصار عن قطاع غزة.

واقترح بلعاوي على برلمانيي القارة، تشكيل حملة لدعم النواب الفلسطينيين المعتقلين لدى الاحتلال والضغط للإفراج عنهم، لافتًا إلى أن تكرار إسرائيل اعتقالها لنواب الشعب الفلسطيني يشير إلى أنها غير معنية بالمشاركة والسلام، بل الهيمنة ونفي وجود الآخر، وهو ما مارسته منذ وجوها الى اليوم.

بدوره، أكد النائب الأكوادوري بايرون فالي بيناغروت، أن النضال من أجل فلسطين يحتاج إلى خطوات عملية لا خطابات فقط، مشددًا على أهمية منع البضائع الإسرائيلية من دخول أمريكا اللاتينية.

ونوه بيناغروت، إلى أن القضية الفلسطينية هي قضية جميع الذين يناضلون من أجل السلام والديمقراطية في العالم، داعيًا البرلمانات اللاتينية والعالمية لمواصلة التعبير عن القلق والرفض لخطة الضم والاعتداءات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني لما لها من دور في الضغط على إسرائيل.

وأوضح أن أصوات البرلمانيين في أمريكا اللاتينية يجب أن تكون ضد الضم، مطالبًا بالعمل على سنّ قوانين وفرض عقوبات على الاختلال الإسرائيلي وعدم الصمت على انتهاكاته في الأراضي الفلسطينية، وحصاره المتواصل على قطاع غزة وتهويده المستمر للأراضي.

وجدد دعم البرلمان الأكوادوري لحقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، داعيًا المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات واضحة تجاه الخطوات الاستعمارية الإسرائيلية واحترام حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وحق عودة اللاجئين إلى ديارهم.

وأضاف بيناغروت: “يجب فرض مقاطعة تجارية وإعلامية وسياسية على الاحتلال الإسرائيلي ومنع دخول بضائعه حدود أمريكا اللاتينية”، مطالبًا بالعمل من أجل إيجاد تحالفات مع المجتمع المدني وحشد الشعوب اللاتينية لدعم الشعب الفلسطيني.