ندوة في إسطنبول حول القدس وقرار ترمب

ندوة في إسطنبول حول القدس وقرار ترمب

عقدت لجنة القدس في المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج الخميس ندوة بعنوان “القدس وقرارات ترمب الدوافع والتحديات وسبل المواجهة” في مدينة إسطنبول التركية، قبيل انعقاد اجتماع الهيئة العامة الثاني للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، يومي 29 – 30 حزيران.
واستضافت الندوة نخبة من أصحاب الفكر الفلسطينيين لتناول قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب والأزمة الحالية التي تمر بها القضية الفلسطينية.
وشملت الندوة ثلاثة ضيوف، وهم الدكتور أنيس قاسم المحامي والخبير في القانون الدولي ورئيس الدورة الأولى للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، والدكتورة ريما خلف الهنيدي الأمين التنفيذي السابق للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي اسيا (الاسكوا)، والشاعر الفلسطيني وأستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية تميم البرغوثي، حيث أدارت الحديث نائبة رئيس الهيئة العامة للمؤتمر الشعبي ورئيس لجنة القدس نائلة الوعري.
وقدمت الندوة الإعلامية الفلسطينية صانعة الأفلام روان الضامن بقولها: “لا تأتي الندوة بظرف طبيعي بظل إعلان ترمب بفتح سفارة بالقدس متحديا الشرعية الدولية، هذا التحدي شكل تحولا في المسار السياسي للقضية الفلسطينية ويمس الأمة العربية والإسلامية بكاملها”.
وأشارت خلف إلى أن قرار ترمب باعتبار القدس عاصمة لـ”اسرائيل” خطير لارتباطه بصفقة القرن، مؤكدة أن الهدف الرئيسي للصفقة هو إقامة دولة يهودية على أرض فلسطين من النهر إلى البحر.
وأضافت: “قرار ترمب لم يكن تمهيدًا للصفقة بل تنفيذًا لها، وأن الصفقة قيد التطبيق الفعلي وإسرائيل بدورها بدأت بتنفيذ سياساتها لإنجازها”.
ونوهت إلى أن: “إسرائيل منذ القرار اتبعت 4 سياسات في مقدمتها توسيع الاستيطان حيث بدأت بالتصريح لعشرات الآلاف من المستوطنات ثم الضم المتدرج والرسمي للضفة الغربية من مناطق (أ) إلى (ج)، والسياسة الثانية هي تقديم سلسلة من مشاريع القوانين التي تمهد لتطبيق القانون الإسرائيلي على أراضي الممستوطنات وهو ما يعني من المنظور القانوني أن تلك المستوطنات هي جزء من الأراضي الإسرائيلية”.
وأضافت : “أما الثالثة وهي تصديق قانون القومية وهو ينص على قومية إسرائيل وينزع الاعتراف باللغة العربية بصفتها لغة رسمية، ويمنع الفلسطينيين من الإقامة في بلداتهم، والرابعة فهي سياسة التهويد والطرد بإقرار قانون سحب الإقامة الدائمة من المقدسيين، وهي سياسة قديمة ولكن بقوانين جديدة، فقد ألغت إسرائيل إقامة 14 ألف مقدسي من القدس وبالتأكيد هدفها الرئيسي طردهم جميعا من القدس، بالإضافة إلى مصادرة 37% من أراضي القدس الشرقية”
وأكدت أن قيام “إسرائيل” بخطواتها التصعيدية بتوحيد فئات الشعب الفلسطيني المختلفة، حيث أصبح الكل الفلسطيني مجتمعا الان يعاني من التمييز العنصري الاسرائيلي، ومن أهم الدلائل على توحد الشعب ذلك شعار المتظاهرون في حيفا مؤخرا “حيفا وغزة دم واحد ومصير واحد”.
وخلصت خلف إلى أن قرار ترمب أزال وهم حل الدولتين وأعاد الصراع إلى أصله بين المشروع الاستيطاني العنصري والحق والمبدأ الفلسطيني، وقضى القرار على إمكانية التسوية.
وأشارت إلى أن السنوات القادمة ستكون صعبة لذلك واجبنا جميعا أن نتصدى لاجراءات “إسرائيل” التي ترى أن الضعف العربي والموقف الأمريكي سيعطيها فرصة لتحقيق النصر.
ورأت خلف أن هناك خمس مجالات لدعم نضال الشعب الفلسطيني أولها دعم الفلسطيني في أرضه، إذ قالت: “إسرائيل تسعى لطرد الفلسطيني من أرضه من خلال التضيق عليه ومن خلال قوانين سحب الإقامة، إفشال الصفقة يكون بدعم الصمود من قبل فلسطينيي الخارج والمنظمات الصديقة لفلسطينيي الداخل، وأهم أشكال الدعم يكون لمنظمات المجتمع المدني خاصة التي تقدم الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية، وفضح جرائم إسرائيل في الاعلام”.
وشددت على ضرورة الدفاع عن الشرعية الدولية في وجه محاولات الاحتلال لتغيرها، منوهة إلى أن محاولات الاحتلال خلق واقع جديد على الأرض، بالإضافة إلى سعيه لتغيير تفسير القانون الدولي من خلال التلاعب به، مثل تغيير وصف الضفة الغربية من محتلة إلى متنازع عليها، داعية لتكثيف العمل مع الدول الأخرى لمنع أي تغيير بالقانون والرفض القاطع للقيادة الفلسطينية للصفقة والتفاوض حولها.
وأضافت: “التحديات أكبر من مواجهتها منفردين، لذلك أوصي بتوسيع قاعدة المؤتمر الشعبي لفسطينيي الخارج لتشمل مئات الالاف من الشعب الفلسطيني، ويكون المؤتمر مفتوح لكل من يؤمن بحق الشعب الفلسطيني بالتحرر من الاحتلال وتكون قيادته منتخبة من قبل هذا القاعدة الواسعة”.
وختمت: “صفقة القرن لن تمر ما بقي الفلسطينيين رافضين لها فهي لن تكتمل ولن تنجز إلا بتخلي الفلسطينيين رسميا عن حقهم في وطنهم وهذا امر لا أراه ممكنا وعلينا ان نعمل معا لنجعله متسحيلا، قد تنجح اسرائيل في بعض معاركها الصغيرة ولكنها ستهزم في مسعاها الرئيسي والأكبر في إقامة دولة يهودية صرفة في كل فلسطين فلم ير التاريخ ولا حتي في أحلك أوقاته نظام ابارتهايد واحد ينتصر على إرادة الناس”.
من جهته دعا الشاعر الدبلوماسي الفلسطيني تميم البرغوثي إلى التبرأ الفردي والجماعي من كل الاتفاقيات التي تمت باسم الشعب الفلسطيني، دون أن يستفتى عليه أو أن يكون اننتخب من وقعها.
كما اقترح البرغوثي إجراء إحصاء وتعداد شعبي فلسطيني يقوم به الشعب الفلسطيني، تمهيدا لانتخابات شعبية فلسطينية عابرة للحدود والأماكن، داعيا لتحرير منظمة التحرير من أسر الاتفاقيات المذكورة ومن كون قياداتها تحت الاحتلال وفي قبضته.
وشدد البرغوثي على ضرورة تغيير الخطاب الوطني الفلسطيني من حل الدوليتن إلى إنهاء نظام الفصل العنصري وإنشاء تحالفات إقليمية وعالمية قائمة على ذلك، مشيرا إلى ضرورة حماية القضية الفلسطينية من أي اخلاف طائفي إقليمي مقسم للأمة.
وأضاف: “أما القلق كما قال فإنه يرجع إلى الاطمئنان أسبابه مؤقته فأعداد السكان العرب في فلسطين زاد على السكان الإسرائيليين، الفلسطينيون أصغر سنا منهم ما يجعلهم أكثر فعالية في حال المواجهة، ومن أهم أسباب قلق “إسرائيل” أنها لم تنتصر في حرب نصرا حاسما في أي حرب خاضتها منذ عام 1964، فلم تفلح في حملاتها على لبنان وغزة.
وقال: “الوقت الان هو الأنسب لحسم المعركة هم يدركون الأن أنهم أقوى من أي لحظة في مستقبلهم المنظور لأن بقاء حلفائهم في الحكم ليس أكيد، لذلك هم سيستغلون ذلك لانهاء الخطر الديمغرافي، لهذا احتمال النكبة وارد جدًا”.
وتساءل البرغوثي: ما معني تمسك القيادة الفلسطينية بحل الدولتين في ظل رفضه من قبل إسرائيل إلا الاستمرار غير مبرر ولا مقبول.
وشدد على أن “كل اتفاق موقع باسمي يتنازل عن فلسطين باطل قانونا ولا يلزمني ولا يلزم أولادي”، مطالبًا كل فرد فلسطيني أن يعلن تبرأه الكامل من هذه الاتفاقيات بشكل فردي بكل طريقة متاحة في الجريدة أو على وسيلة تواصل أو في وصيته.
وطالب البرغوثي ب”تحرير منظمة التحرير من خلال المقترحات السابقة له، وشدد البرغوثي على وجوب تنزيه القضية الفلسطينية عن أي صراع طائفي ومذهبي”.
وأعرب عن أمله في أن يتخذ المؤتمر الشعبي في الداخل والخارج خطوة لإلغاء الاتفاقيات المذلة الموقعة مع الاحتلال الإسرائيلي، لـ”أننا في خطر داهم”.
من ناحيته قدم قاسم شرحًا حول السياق الذي اتخذت فيه الولايات المتحدة قرار “الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل”.
كما طالب قاسم بضروة وجوب إعادة خلق منظمة تحرير تحوي الجيل الفلسطيني الجديد الذي ترعرع في ظل أوسلو ويلعنها ليلا نهارا لانه يذوق مرارتها يوميًا.
وقال: “الاتفاقيات التي شكلت أوسلو يمكن تلخيصها بجملة واحدة وهي (على الثورة الفلسطينية أن تقوم بحماية الاحتلال).
وحذر قاسم، مما تطرحه قيادة السلطة الفلسطينية منذ مؤتمر الجزائر، معتبرًا ما تنادي به بأنه مجرد تضليل للرأي العام الفلسطيني.
وختم كلمته قائلًا: “علينا أن نعيد تأهيل منظمة التحرير وإعادة المسيرة من جديد”.
وأديرت الندوة في ظل حضور فلسطيني وعربي واسع من شتى أنحاء الجمهورية التركية وخاصة مدينة إسطنبول.

اخترنا لكم

الإتحاد الأوروبي يعلن دعمه إجراء انتخابات فلسطينية

الإتحاد الأوروبي يعلن دعمه إجراء انتخابات فلسطينية

أكد ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين سفين كون فون بورغسدورف، دعم الاتحاد التوجه الفلسطيني لإجراء الانتخابات. وشدد بورغسدورف، خلال لقائه رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، على استعداد الاتحاد لإرسال بعثة لمراقبة سير... اقرأ المزيد