النائب عبد الجواد.. همَّة العلم المقيدة بـ"زنازين إٍسرائيل"

النائب عبد الجواد.. همَّة العلم المقيدة بـ"زنازين إٍسرائيل"

لا تترك أم أويس فسحة من نهارها إلا وتلهج فيها بالدعاء بالفرج لزوجها الأسير النائب في المجلس التشريعي الدكتور ناصر عبد الجواد، فهو ما زال منذ اعتقاله بداية العام الحالي في أتون زنازين مركز تحقيق الجلمة “الإسرائيلي”.
وتشير أم أويس أن زوجها يتعرض في سجنه لضغط نفسي وجسدي وتهديد بالإبعاد، ما أثر على حالته الصحية، وقد نقل على إثرها للعيادة، وهذه نزر من المعلومات التي تخرج عنه، بعد منعه من مقابلة محاميه.
الباحث عن العلم
الدكتور ناصر عبد الله عودة عبد الجواد من مواليد 5-6-1965 من بلدة دير بلوط غرب من مدينة سلفيت، وفيها تلقى تعليمه بالمراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية.
وفي العام 1983، توجه إلى الأردن لدراسة الشريعة في الجامعة الأردنية، ليتخرج منها عام 1987 بعد حصوله على شهادة البكالوريوس.
حبه للعلم والنهل منه دفعه للالتحاق مباشرة ببرنامج الماجستير من نفس الجامعة، وليحصد اللقب في العام 1990 بتخصص أصول الدين.
عاد بعدها عبد الجواد إلى أرض فلسطين، ليعمل في سلك التدريس الجامعي ثلاثة سنوات في كلية الدعوة والعلوم الإسلامية في مدينة أم الفحم في الداخل الفلسطيني المحتل عام 48، قبل أن تبدأ بعدها رحلته الطويلة مع الاعتقال.
وتشير أم أويس في حديثها لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إلى “أن رحلة زوجها مع الاعتقال بدأت يوليو 1993 ومكث شهراً كاملاً في التحقيق تعرض خلالها لكل أصناف التعذيب، بما فيه الضرب والشبح بكل أنواعه، والحجز في ما تسمى الخزانة، والحرمان من النوم، وكذلك الهز العنيف”.
وتضيف “ووجه بتهم ومعلومات جاهزة من جهاز المخابرات، وتمت إدانته بمقاومة الاحتلال والانتماء للجناح العسكري لحركة حماس، وكان يعرف وقتها باسم كتائب عبد الله عزام، قبل أن تتحول إلى كتائب عز الدين القسام، وحكم بالسجن لمدة 12 عاماً”.
وعقب الإفراج عنه من سجون الاحتلال، دخل معترك العمل السياسي العام حيث فاز بعضوية المجلس التشريعي الفلسطيني عن محافظة سلفيت، في العام 2006، ليعيد الاحتلال اعتقاله بعد فوزه بعدة أشهر ضمن حملة اعتقالات طالت عددا كبيرا من نواب المجلس التشريعي عن كتلة التغيير والإصلاح، وليحكم عليه بالسجن ثلاثة سنوات ونصف.
وفي العام 2010 كان عبد الجواد على موعد جديد من الاعتقال الإداري لمدة عام كامل، خرج منه في العام 2011
علم خلف القضبان
لم يكن السجن حائلاً بين الدكتور ناصر عبد الجواد وبين إكمال دوره في الدعوة والعلم، فقد أتم في سجنه حفظ القرآن الكريم كاملاً، وأتقن اللغة العبرية، فيما عمل على تنظيم دورات لا تحصى في الفقه والشريعة الإسلامية للأسرى داخل السجون التي تنقل بينها، وكأنه بذلك يواصل دوره الذي انقطع عنه في كلية الدعوة في أم الفحم.
رفض عبد الجواد أن يكون الاعتقال حائلا بينه وبين أمنيته في الحصول على شهادة الدكتوراه، وتمكن باعتقاله الأول من متابعة دراسته العليا من داخل السجن، بالانتساب إلى جامعة العالم الأمريكية، واحتاج لقلة المصادر لسبع سنوات من البحث والتنقيب وجمع المعلومات لإعداد أطروحته، وفي  16 أغسطس 2003 سجل سابقة في تاريخ السجون، حيث ناقش رسالة الدكتوراه عبر الهاتف في جامعة النجاح الوطنية، وأقره المشرفون، وحصل بموجبها على درجة الدكتوراه بامتياز.
رجل علم وعمل
يعدّ الدكتور ناصر عبد الجواد رجل علم وعمل من الطراز الأول، فما أن كسر قرار الاحتلال بمنعه من السفر حتى خرج بحثاً عن العلم الشرعي، وللحصول على شهادة ثانية في الدكتوراه، بعدما عدّت وزارة التعليم العالي أن الدراسة كاملة عن بعد لنيل الدكتوراه فيها شائبة ورفضت احتساب شهادة الدكتوراه له.
خرج من فلسطين إلى ماليزيا في العام 2013 وبعد خمس سنوات استطاع الحصول على شهادة الدكتوراه من جامعة ملايا الإسلامية، ورغم انشغالاته الدراسية، إلا أنه لم ينس عمله نائباً في المجلس التشريعي الفلسطيني، فمثّل فلسطين في عشرات المؤتمرات العلمية والسياسية، وطاف لأجل ذلك الكثير من أقطار الدنيا، ففضلاً عن ماليزيا زار: تونس وتركيا ولبنان وفنزويلا والهند، والتقى العديد من قيادات البرلمانات في تلك الدول.
تحقيق قاسٍ
بعد عدة أيام من عودته من ماليزيا الى أرض الوطن، كان الدكتور النائب عبد الجواد على موعد مع اعتقال جديد في الأول من يناير 2018، ليتم تحويله مباشرة إلى مركز تحقيق الجلمة.
ويشير أويس في حديثه لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: إلى “أن والده يتعرض لتحقيق قاسٍ نفسياً وجسدياً”.
ويشير إلى أنه منذ اعتقاله لا يسمح حتى لمحاميه بزيارته، ومما رشح من معلومات تشير أن الاحتلال لم يجد أية تهمة يوجهها له، ويحاول الضغط عليه بشتى السبل لانتزاع اعتراف منه يكون  بمثابة إدانة له.
ويضيف أويس: “أن الاحتلال نقله إلى حاجز إيرز/ بيت حانون المدخل الشمالي لقطاع غزة في تهديد عملي له بإبعاده إلى القطاع ومساومته للاعتراف”، مسهباً :” كما أنه وخلال التحقيق معه يحرم من النوم لأيام تصل لأسبوع كامل تقريباً، وهو ما آثر على حالته الصحية، مؤكداً: “أنه تم نقله إلى العيادة عدة مرات”.

اخترنا لكم

كلمة النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني النائب حسن خريشة للرابطة موجهة للبرلمانيين

كلمة النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني النائب حسن خريشة للرابطة موجهة للبرلمانيين

القدس  في خطر …  الأقصى مسؤو ليتنا جميعا باسم المرابطات من نساء فلسطين .. وباسم المصلين على الارصفه وفي أزقه القدس وحواريها … وباسم كل الرافضين لاستخدام البوابات الالكترونية … وباسم الشهداء الذين دافعوا عن... اقرأ المزيد